الاثنين، 3 يونيو 2013

مقال ـ بين الدين والسياسة


لقد كرر العلمانيون كثيراً هذا السؤال.. ما علاقة الدين بالسياسة؟!
فأجبناهم: ومن فصلهما عن بعض أصلاً؟ وما هو مفهوم الدين عندكم؟ هل تتصورونه مجرد عبادات؟ إذاً تعالوا فتعلموا الدين من جديد.
إن الإسلام ((منهج حياة))، بكل ما تحويه الكلمة من معاني؛ إذ وضعت الشريعة الإسلامية منهاجاً محدد المعالم في كل مؤسسة وكل وزارة لدولته، وفي كل ما يخص الفرد أو الأسرة أو المجتمع أو العالم.
* فتجد في (العسكرية) ركن فقه الجهاد، وما فيه من أحكام وآداب تشجع على إعزاز الدين والوطن، وأيضاً آداب ترسم للعسكر قانون الرحمة والشهامة، وتحفظ للمواطن كرامته وسمعة بلاده بين دول العالم.
* وتجد كذلك (المالية) ركن البيوع وأحكامها، وما فيها من حرمة الغش والخيانة، كما تشجع على الوضوح والتراضي المتبادل، وتحث على التسامح فيما بين البائع والمشتري، وتوجب الالتزام بالوعد وبسداد الحقوق.
* وتجد كذلك (شئون الأسرة) في ركن الزواج والطلاق والرضاع والنفقة.... وغيره؛. مما وضع الضوابط لكل مسألة في شئون الأسرة.
* وتجد كذلك (الكفالة الاجتماعية) في ركن الزكاة والصدقات، وفيه فرز أصناف الناس بين مستحقٍّ للزكاة وغير مستحق.
* وتجد كذلك (الشباب والرياضة) في ركن الحث على تقوية البدن وممارسة السباحة والرماية وركوب الخيل، وكذلك في الجنايات بجانب عقوبات بائعي الخمر وكل ما يضر بصحة الإنسان أو الأجيال الصاعدة.
* وتجد كذلك (السياسة) في ركن رسائل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لملوك الأمم، وعند اتخاذه خاتماً لمجاوبة العرف الدولي أن تكون الرسائل مختومة،، وفي ركن اختيار النبي للحبشة أن تكون أرضاً إستراتيجية للهجرة الأولى،، وفي ركن ارتداء النبي لأحسن ثيابه عند لقاء الوفود،، وفي ركن التوجيهات السياسية لممثلي الدولة في الخارج،، وفي ركن استخدام المعاريض في الكلام لعدم اللجوء للصدام كخطوة أولى،، وفي ركن امتناع النبي عن قتل رأس المنافقين ابن أبي بن سلول؛ خشية الصدى الإعلامي للحدث،، وفي ركن أحداث الهجرة للمدينة،، وفي ركن صلح الحديبية،، وفي ركن المصالحة مع المشركين على نصف ثمار المدينة،، وفي ركن أحكام التعامل مع أهل الذمة،، وفي تنوع خطاب الخلفاء الراشدين مع الملوك حسب شخصية كل شخص... إلخ إلخ

نعم؛ إنَّ شمولية الإسلام؛.. لتربأ به عن الانحصار في مجرد العبادات، بما ينهي دوره خارج حدود المسجد ـ كما تريد له طوائف العلمانية ـ، ولكن الإسلامَ مُرشِدُنا في كل شيء، ونحن نجتهد في تطبيقه، فإن أصبنا ونجحنا.. ففضل من الله عز وجل، وإن أخطأنا وتجاوزنا.. فنعترف بالخطأ، ونحاول معالجته ـ بلا كبر ولا ادعاء للعصمة ـ.. والله الموفق لكل خير

وكتبه/ محمد فوزي العشري


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق